تلاقي... إلى قائمة قنوات الكوميديا غير المقصودة

مجرد أن أعلنت وكالة سانا السورية الرسمية أن "وزارة الإعلام، الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، أطلقت قناة "تلاقي" الفضائية رسمياً لتنضم إلى منظومة عمل إخبارية تلامس مجمل القضايا الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية" فهذا كفيل بفهم مضمون القناة جيداً. بما أنها تلامس مجمل القضايا، لا بد أن تتضمن هذه الملامسة ما يثير الدغدغة، ويقدم المشهد السوري بلطافة مجرم في لحظة إنسانية... وبلاهة لا مبالٍ بالجمهور.
القناة، حسب سانا، تأتي في إطار وضع منظومة إعلامية جديدة للإعلام الوطني للارتقاء بأدائه وتمكينه من مواجهة الحرب على سورية في ظل العقوبات والحصار والتدمير الممنهج الذي تمارسه المجموعات الإرهابية المسلحة ضد البنى التحتية للمؤسسات الإعلامية الوطنية والاستهداف المباشر للإعلاميين السوريين... القناة ملتزمة للغاية بالمنطلقات النظرية لحزب البعث وتعبر عن آمال الشعب العربي في الوحدة والحرية والاشتراكية وتلتزم توجيهات القائد.
تلاقي... تحاول حسب القائمين عليها أن تحقق خط لقاء بين مختلف الأفكار والآراء حول سورية ومستقبلها... إلا أن أول برامجها السياسية يتناول ممارسات الإرهابيين في سورية ودور الجيش البطل، مع تمرير جملة صغيرة على لسان أحد المتحدثين: "سورية لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الأحداث، فلن يستطيع أي محافظ في المستقبل تهديم البيت الذي يريده"... كان هذا سقف الرأي الآخر على تلاقي.
تابعوا تلاقي على التردد H11257 NILESAT معدل الترميز 27500... تلاقي بعد أن تعفن خطاب الدنيا ولم يعد مضحكاً.

 

الامتحانات على قدم وساق..

ركزت مختلف وسائل الإعلام الرسمي وشبهه السورية على مسيرة العملية الامتحانية في مختلف المحافظات، مع مقاطع فيديو وصور تظهر طلاباً أعزاء للغاية في قاعات تم تخصيصها لتناسب الكاميرا..
وكانت الأخبار تؤكد تحقيق الظروف المناسبة للامتحانات وتبين راحة الطلاب في الامتحان. ولم يبقَ سوى أن يأخذ كل
طالب ورقة الأسئلة مع ورقة الإجابة ومسدسٍ يقدمه كهدية للجنة الشعبية التي تحمي حارته.
محافظ حلب ومحافظ اللاذقية ومحافظ حماة أكدوا سير العملية الامتحانية في ظروف غاية في الصحية. وحصلت مختلف وسائل الإعلام على حوارات مع مختلف المسؤولين ومدراء التربية حول الامتحانات... لم ينقص التقارير سوى لقاء مع عصام زهر الدين في دير الزور للتحدث عن الظروف المثالية التي وفرتها قوات الحرس الجمهوري لطلابنا الأحباء.

 

مشروع سياحي  

مشروع السمة السياحية لسورية لمن لا يعرفــه هو، حسب القائمين عليه، مشروع هدفه ترسيخ هوية سورية كمقصد سياحــــــــي متميـز على لائحة الخارطة السياحية العالمية. ويعتبر أهـــم نشاطات وزارة السياحة حالياً، إلى جانب تجهيز عشرات المواقع السياحية الجديدة لاستقبـــــال الموسم السياحي القادم...
في تقرير رسمي عن المشروع لم يتم التطرق أبداً إلى الراهن السياحي، وتحديد هويات السياح، ونوع السياحة، وارتفاع أسهم مقام السيدة زينب بسبب الإقبال الهائل عليها من قبل حجاج حزب الله في إطار السياحة الدينية. كما لم يتضمن مشروع الوزارة أساليب وصول السياح إلى المواقع السياحية المقصودة في سورية عادةً.. هل هو إنزال جوي.. أم بواسطة مدرعات ثقيلة.. أم باتفاقيات خارج نطاق الصراع المسلح... وهل هناك عقود تأمين وصيانة للسائح... ولم يتم نشر أسعار بطاقات أفلام الرعب وبطاقات الدخول إلى مدن الأشباح التي لم ينتهِ النظام من تدشينها بعد.
لكن تم التأكيد على نشر بروشورات عن سورية في مختلف الفعاليات السياحية العالمية تتضمن صوراً قديمة للمواقع وجملاً تنتمي إلى أدبيات برامج "البلد بلدك"، "حرفيون"، "أرضنا الخضراء"، "سؤال ع الماشي".