رافع الحران.. قائد عربي لميليشيا ضمن قسد ومؤسس حزب تابع لإدارتها الذاتية

من وسائل التواصل الاجتماعي

في الثامن من شهر تشرين الثاني الماضي نشرت صفحة "حماة الجزيرة المركز الإعلامي" بفيسبوك، خبراً عن تأسيس حزب باسم "حزب البناء والتطوير السوري". وفي اليوم ذاته نشرت الصفحة برنامج هذا الحزب الذي يتبنى رؤية "الإدارة الذاتية" وسياساتها كما يبدو من برنامج الحزب الذي أسسه وترأسه رافع سلمان الحران، وهو قائد مجموعة ضمن "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" تشكلت في شهر آب الماضي، وتسمي نفسها "حماة الجزيرة".

قبل أكثر من ست سنوات بدأ الحران بالانخراط في العمل العسكري، واليوم تأتي فكرة الحزب وفقاً لإعلان برنامجه الذي نشرته صفحة حماة الجزيرة "ليكون حزباً سورياً يحمل رؤاه الهادفة نحو التعددية واللامركزية.. ويضاف إلى قائمة الأحزاب الوطنية في مناطق شمال وشرق سوريا". ويرتبط الحزب بقوات حماة الجزيرة على ما يبدو من الإعلان الذي ربطه بقائد القوات رافع الحران.

قبل الإعلان عن قوات حماة الجزيرة في نهاية شهر آب 2021 كجزء من "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)"، وفي بداية شباط من العام الجاري بدأت قوات عسكرية متواضعة العدد بقيادة الحران بتوسيع سيطرتها انطلاقاً من منطقة جزعة في ريف تل حميس. نفذت القوات هجمات على قوات حميدي الجربا "الصناديد" انتهت بانتزاع عدد من النقاط الحدودية المنتشرة على "الطريق السياسي" المحاذي للحدود العراقية السورية شرق الحسكة وبعض نقاط انتشار الصناديد في قريتي خزاعة وسليمة، ثم بالسيطرة التدريجية على طول الحدود العراقية السورية، لتصبح بذلك قوات الصناديد بقيادة "سليمان الشاهر" "خط ثاني".

رافقت حماة الجزيرة التي ترفع راية خاصة بها إضافة إلى راية قوات قسد، دوريات سيرتها القوات الأمريكية أكثر من مرة على طول الحدود، وفقاً لوسائل الإعلام التي قدّر بعضها تعداد القوات ب 6000 عنصر، لكن مصادر خاصة ذكرت لعين المدينة أن العدد الفعلي لا يتجاوز 1500 عنصر بكثير، ينتمون إلى كافة العشائر في المنطقة، وغالبيتهم من أبناء القرى الحدودية التي يضم بعضها أبناء قبيلة شمر.

تنتشر حماة الجزيرة في المراكز الحدودية المعتمدة سابقاً من قبل النظام "المخافر"، وتمتاز قواتها بالانضباط والاستقرار المالي. ويبلغ الراتب الشهري للعنصر 420 ألف ليرة سورية (120 دولار)، ما يجعل من الانخراط فيها قبلة لشبان ريفي القامشلي والمالكية الفقيرين، إضافة إلى عناصر من قوات الصناديد متذبذبة الرواتب ضعيفتها، كما تعمل منذ فترة على استقطاب المتعلمين من أبناء العشائر في الجزيرة السورية وتنظيمهم في الحزب الذي أعلن عنه الحران مؤخراً.

 بدأ الحران بالانخراط في العمل العسكري منذ العام 2015 كقائد لفوج "اسكندرون" التابع لقوات الدفاع الذاتي التابعة لقسد في تل حميس شمال الحسكة. اعتمد الحران في تشكيل الفوج الذي ضم عناصر من المكون الكردي وقتها على سمعة والده الجيدة بين أبناء شمر كما يحلل البعض من أبناء القبيلة، ولكن بالاعتماد على مصاهرته لقيادي كبير في قسد. فوفق ما أفاد أحد أبناء شمر لعين المدينة، تزوج الحران في العام 2015 من أخت القيادي في قسد "سيامند محمد" المعروف بالاسم الحركي "الهافال سيابند ولات" رئيس الأركان العسكرية لدى وحدات حماية الشعب التابعة لقسد حالياً والقائد العام لقوات الدفاع الذاتي سابقاً.

ينتمي الحران (32 عاماً) إلى عشيرة الخرصة من قبيلة شمر، والده سلمان الحران أحد وجهاء القبيلة يمتلك أراضي زراعية تعتبر مصدر دخلهم. درس الحران في الثانوية الشرعية في مدينة القامشلي ولكنه لم يكمل دراسته فيها. نزح إلى العراق عند سيطرة تنظيم الدولة على تل حميس، وعاد بعد سيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي pyd على المنطقة مطلع عام 2015، ويعيش متنقلاً بين قريته "الحران" التي تقع في ريف اليعربية ومنزل والده في شارع الخليج في القامشلي. يطلق أتباع الحران عليه لقب "الهريم" أي الرجل المخضرم صاحب الخبرة، لكنه يفضل لقب "صدام حسين".

وبعيداً الأعمال العسكرية التي يقوم بها رافع الحران ونشاطه السياسي الجديد، يصعد اليوم نجمه على المستوى الاجتماعي بين أفراد قبيلته، خاصة بعد وساطته في الإفراج عن معتقلين لدى قسد من بينهم الشيخ عزو الصديد أحد أهم وجهاء شمر. وفي هذا السياق رأى الصحفي من محافظة الحسكة سامر الأحمد أن صعود الحران جاء بدعم من قسد لمحاولة انتزاع مكانة الشيخ حميدي الجربا.

وأوضح الأحمد أن تعويل قسد على شخصية الحران المنضوي فيها، يأتي لسحب البساط من تحت أقدام الجربا الذي يحصل على حصة من واردات النفط منذ 2014، وقواته الصناديد التي تتمتع بقرار مستقل إلى حد ما.

واعتبر الأحمد أن حزب البناء والتطوير السوري المعلن عنها مؤخراً جاء لمنافسة "حزب المحافظين" الذي أسسه حميدي الجربا في العام 2017. منوهاً إلى أن "قسد تحاول من خلال الحران اللعب بورقة رابحة لضمان بسط سيطرتها على مناطق سيطرة الصناديد وضمان عدم انقلاب شيخ شمر وذهابه منفرداً للتحالف مع النظام أو الروس أو الإيرانيين" الأمر الذي إن حدث سيقلب التوازنات في الجزيرة السورية، خاصة أن مناطق سيطرة الصناديد غنية بالنفط.