غلاء الأسعار يمسك برقاب المواطنين من جديد

من أسواق الميادين

هي أزمةٌ طالت، وثقلت الأعباء التي حمّلتها للناس. ورغم أن هذا الضيق يشهد بين الفينة والأخرى انفراجاتٍ بسيطةٍ، إلا أنها لا تعمّر طويلاً في الغالب. وما غلاء الأسعار إلا شاهدٌ قويٌّ على هذا الموضوع، فبمجرد حدوث أي طارئٍ يمنع وصول البضائع يجد البعض ذلك شماعةً لتبرير استغلاله للناس.

منذ أيامٍ أصدرت الحكومة التركية توجيهاً لولاية أورفا بإغلاق معبر تل أبيض إغلاقاً نهائياً، بسبب الاشتباكات التي دارت هناك ونتائجها. "عين المدينة" حاولت الإلمام بآثار الأحداث الأخيرة على غلاء الأسعار فكانت لها الوقفة التالية مع السيد سالم عبد الجبار، الذي يمتلك وأخوته أحد محالّ الجملة الكبيرة في الميادين، وعادةً ما ينظر الأهالي إلى أسعاره على أنها أرخص من غيرها من محالّ الجملة، والذي أعطانا فكرةً عن حركة الأسعار في هذه الأيام الحرجة إذ يقول: تقسم البضاعة الموجودة حالياً في الأسواق إلى قسمين اثنين، بغضّ النظر عن الدولة المصنّعة، إنما يتعلق هذا التقسيم بمصدر الاستيراد؛ فالبضائع قسمان: قسمٌ مصدره سوريٌّ، وآخر مصدره تركيّ. فالسوريّ يخضع لشروطٍ تختلف قليلاً عن التركيّ، مثل خضوع البضاعة التركية بشكلٍ مباشرٍ لسعر صرف الدولار، فعادةً ما يتمّ تحديد سعر البضائع ذات المصدر التركيّ بحسب سعر الدولار الذي تمّ شراؤها به، لذلك إن صادف استيراد هكذا بضائع فترة انخفاضٍ للأسعار فإنها تصل إلى المستهلك بسعرٍ أرخص من البضائع السورية.

مدينةٌ تحت الحصار مجدّداً

الميادين2

وعن وضع الأسعار في هذه الأيام أكمل قائلاً: شكّل الاقتتال الأخير وما تبعه من إغلاق المعابر، وعلى وجه الخصوص معبر تل أبيض الأقرب إلينا والأكثر رفداً لسوق محافظة دير الزور بالبضائع التركية؛ أزمةً جديدةً في الأسعار بدت علاماتها واضحةً في الأسواق، فعادةً ما يبدأ التجار الأكثر جشعاً برفع الأسعار، والذين يتذرّعون بالأزمات ليبدؤوا باستغلال الناس.
وعن أشهر البضائع وأكثرها حيوية، والتي تأثرت بإغلاق المعبر، تابع سالم كلامه: نبيع السمنة التركية، وكذلك أنواعاً عديدةً من المعلبات، كما يتم استيراد الفروج المثلج الذي، ورغم الإشكالات الكثيرة حوله، يشهد إقبالاً شديداً من الناس بسبب ضيق ذات اليد. ويمكن أن أعطيكم فكرة عن بعض الفروقات التي تحدثها الأزمة، فتنكة السمنة النباتية التركية بوزن 16 كيلو غراماً يرتفع سعرها في الغلاء 700 ليرة سورية، أما سعر الفروج المثلج القادم من تركيا ففي حال هبوط سعره يكون 350 ليرة للفروجة الواحدة، بينما يرتفع إلى 550 ليرة في الغلاء، وكذلك لحم الفروج المفروم يرتفع سعر الكيلو منه من 250 إلى 350 ليرة في الغلاء، وأفخاذ الدجاج المجمدة يرتفع سعرها من 200 ليرة في فترة الانخفاض إلى 375 ـ 400 ليرة في حال الغلاء... وقس على ذلك.
ولمعرفــــــة صدى الأســـــعار على المواطنين التقينا بمنير المفرج، وهو من المقيمين في مدينة الميادين، فحدّثنا بالقول: شكل إغلاق معبر تل أبيض، وكذلك توقف البضائع القادمة من دمشق بسبب إغلاق طريق دير الزور ـ دمشق، ضغطاً كبيراً على الأسواق. وبما أن قطع طريق دير الزور دمشق كان قبل الأحداث الأخيرة بما يقارب الشهر من الزمان، فهناك بضائع قد ارتفع سعرها سلفاً، مثل المولدات الكهربائية، حتى فقدت من السواق مولدات السانشو والـ إن دي إل 3600 واط، وهي نوعيةٌ جيدةٌ عليها إقبالٌ شديدٌ من المشترين، وكذلك المولدات ذات الاستطاعات الكبيرة، التي تعمل على الديزل. فالأنواع التي تعطي استطاعة 7000 واط، والتي كانت تباع بما يقارب 140000 ل. س، زاد سعرها ليصبح 160000 ل. س.
اما المواد الغذائية فهناك محاولاتٌ للحدّ من رفع أسعارها من قبل بعض الجهات العاملة على ضبط الأسواق، فقد تمّ تحديد سعر كيس السكر ذي الوزن 50 كيلو غراماً بمبلغ 5500 ل. س، وتمّت إذاعة ذلك في المساجد، ولكن بعض الجشعين من التجار يحاولون الغش والمخاتلة، ليبيع الكيس بأسعارٍ تتجاوز 6000 ليرة وتصل إلى 6500.