علي حيدر.. اللواء البارّ بضيعته والضيع المجاورة

علي حيدر الثالث من اليمين

لا يزال اللواء علي عباس حيدر، القائد التاريخي للوحدات الخاصة في جيش حافظ الأسد، يحظى بتقدير خاص لدى أنصار النظام في جبال الساحل السوري، رغم مرور ربع قرن تقريباً على عزله إبّان تحضيرات الأسد الأب لتوريث ابنه بشار من بعده.

قبل أيام كتبت صفحة (هون ضيعتنا- بشيلي) في موقع فيسبوك «سيادة اللواء علي عباس حيدر: منذ كنا أطفالاً وقصص بطولاتك ترافقنا ومرسخه في عقولنا، نتناقلها عبر الآباء والأجداد الى أولادنا» وعدّدت بعض عطاءاته، فهو من أمَر بشقّ «أوتوستراد جبلة –بيت ياشوط – الغاب»، وهو من «أنار قرانا بالكهرباء وشبكة الهاتف»، وهو «من ساعد الكثيرين... وله الفضل عليهم حتى الممات»، والأهم من كل هذا أنه «أشعل النار تحت أقدام الإخوان المسلمين في حماة والمحافظات»، وأكمل المعلّقون في تعداد عطاءات اللواء الذي كان له «الدور الرائد في افتتاح جامعة تشرين»، وكان له الفضل بقبول مئات الشبان في الكليات العسكرية كضباط، ومئات الشابات في معاهد الصف الخاص كمعلمات، ومئات في وظائف القطاع العام. ومهما قيل من كلمات فإنها «لن تعطيك 1% من حقك وفضلك علينا وعلى قرانا» وفق ما عبرت (هون ضيعتنا -بشيلي) عن امتنانها للواء الذي اقترن اسمه بارتكاب سلسلة مذابح بين سورية ولبنان، و«آه على الزمن الجميل» حين كانت تُسحق المدن المتمردة، بصمت وبسرعة قياسية دون شفقة أو تردد.

في قصره الفخم الذي بناه جنود الوحدات الخاصة في ثمانينيات القرن الماضي بضيعته حلة عاره في ريف جبلة، يمضي اللواء الطاعن في السن في تقاعده المريح، ولا يزال قادراً على تأدية واجبات العزاء بالقتلى، وعلى استقبال زواره من رجال دين وشعراء ريفيين وضباط أدنى رتبة.

ينتمي اللواء إلى عشيرة الحدادين العلوية، وتقول رواية أن نسبه ينتهي إلى منتجب الدين العاني أحد أهم دعاة الطائفة، وبهذا النسب، ثم بتحدر شيوخ مشهورين منها، أحرزت عائلة اللواء حيدر وجاهة اجتماعية خاصة، دخلت بلا شك في حسابات حافظ الأسد خلال صراعه مع خصمه وابن طائفته اللدود صلاح جديد. لا يُعرف التاريخ الدقيق الذي التقى فيه الأسد بحيدر، لكن المؤكد أن علاقة متينة نشأت بين الرجلين قبل انقلاب البعث في العام 1963، وترسخت بعدها على مراحل، في هزيمة جديد ثم مواجهة الإخوان المسلمين ثم إحباط محاولات رفعت الانقلاب على أخيه. وفي جميعها كان حيدر تابعاً وفياً وقوياً ما أتاح له بناء إقطاعية شبه مستقلة في مملكة الأسد الذي اعتاد ترك هوامش واسعة لرجال حلقته الأولى، مع حفاظه على قدرة إزاحتهم متى شاء.

من فضائل اللواء المجهولة، مساهماته في حقول الأدب والفلسفة، بتكليف الإدارة السياسية في الجيش  -يساري الهوى والعقيدة-  بطباعة ونشر كتابين لعمّه شيخ الدين البارز أحمد محمد حيدر، الأول ديوان شعر بعنوان (النغم القدسي) في العام 1972، والثاني مؤلَّف غنوصي بعنوان (ما بعد القمر) في العام 1984.