النقابيّ الشيوعيّ بدر الدين شنن وضابط المخابرات محمد شوشة وحدةٌ وطنيةٌ تدحر «الإرهاب»

في غفلةٍ من الوعي المتمرّس تسلل إبليس البرجوازية الصغيرة إلى عقل «المناضل النقابيّ» وزيّن له أن ما بدأ يموج في العالم العربيّ منذ مطلع 2011 هو حركاتٌ شعبيةٌ للتحرر من الظلم والاستعباد. ففي 14 آذار 2011 يكتب من هولندا: «…. حتى حدثت الثورة الشعبية في تونس وقدّمت بتجربتها الرائدة نمط للثورة…. أدى إلى تحييد الجيش وهرب الديكتاتور. ثم حدثت الثورة الشعبية في مصر…. ثم حدثت الثورة الشعبية في ليبيا.. لتقدم تجربة ثورية أخرى. لم يُتح الديكتاتور «قذاف الدم» للثورة أن تتمتع بالنمط الشعبي السلمي وذلك لاستخدامه السلاح…. ما أدى إلى أن تضطر الثورة للدفاع عن نفسها بحمل السلاح. وخلال نفس الزمن اندلعت الاحتجاجات الشعبية في اليمن، التي تتطور بسرعة إلى ثورة شعبية ضد الديكتاتور علي عبد الله صالح. إن الشارع السوري لن يبق زمناً أكثر، خاوياً من الجماهير الغاضبة، المطالبة بحقوقها الديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية».

كيف أمكن لعقلٍ محصّن بكل حيل الديالكتيك أن تفوته حبائل «المؤامرة» التي بدأ الإعداد لها قبل 2011 بسنوات، حسبما سيكتشف بدر الدين لاحقاً عندما سيستعيد وعيه الحصيف فيقول، في 11/4/2013: «من يقول إن النظام هو الآن كما كان قبل 2011 هو إما واهم أو مخادع. إن النظام يتغير.. وعملياً يتغير.. بفعل استحقاقات اللحظة السياسية.. وبفعل التفاعل السياسي الديمقراطي الداخلي». طبعاً النظام تغيّر عملياً، فتحوّل من استخدام الرصاص إلى الطائرات وصواريخ السكود إلى السلاح الكيميائي؛ مو هيك يا معلم بدر؟ وفي 7/12/2014 يقول النقابيّ الحلبيّ: «ثم مع تدفق المجموعات المسلحة من مختلف بلدان العالم دخلت حلب الدائرة النارية الأوسع. وقد انطلق منذ سنتين الهجوم الإرهابي الدولي الكاسح على المدينة. ولولا مقاومة القسم الكبير من السكان والجيش في المدينة للهجوم، لتفوق الهجوم الإرهابي الدولي على ما قام به كل من هولاكو وتيمورلنك قبل ستة قرون». وفي 13/7/2015 يكتب: «ومن اللافت، أنه كلما تصاعدت الحرب في سوريا دون جدوى، وتصاعد صمود الجيش السوري.. والشعب السوري.. يتعقد اللغز في إصرار أمريكا المتواصل على رحيل الرئيس وتجاهلها حق الشعب السوري بتقرير مصيره.. ويزداد تعقيداً في رفض الرئيس الرحيل». وفي 31/5/2016 يذكرنا المعلم بدر بأبرز معطيات المشهد السوريّ العسكريّ الكارثيّ: «انتهاك قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط للسيادة السورية والقانون الدولي، والعبور من تركيا إلى الأراضي السورية، بدون علم وموافقة الحكومة السورية، والقصف الإرهابي المتواصل لأحياء حلب الشمالية والغربية بعشرات الصواريخ والقذائف». طبعاً حلب مدينةٌ فريدة! فهي لا تحوي على أحياءٍ شرقيةٍ وجنوبية، وأحياء السكري والكلاسة والصالحين والشعار وغيرها هي من رسم الخيال المريض للقنوات المغرضة.

ولكن مسك ختامنا للمعلم بدر هو ما كتبه في 4/11/2004 عن تجربة اعتقاله عام 1983: «قال أحدهم: لنفعلها به ونترك الدم يسيل من مؤخرته. قال ثانٍ: أحضروا زوجته وسيرى كيف ستُخيطُها ذكورنا. قال المقدم محمد شوشة: ألا يكفي كل هذا؟ كبّر عقلك وتعاون معنا من أجل حماية الوطن. هذه الغرفة شهدت رجالاً كالجمال.. ولكنهم بعد أن تكسّرت عظامهم أصبحوا أكثر طواعيةً من الخِراف.. ».