البوتينيون... طائفةٌ جديدةٌ من أتباع الأسد

حين يحمل الرئيس الروسيّ سيف عليّ، وحين يظهر على حبة خضار

في غمرة احتفالهم بالهجمات الجوّية الروسية، لا يكتفي أتباع بشار الأسد بإسباغ أوصاف القوة الفائقة على الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، بل يرفعونه إلى سياقاتٍ خرافيةٍ تظهر في بعض المقاطع الإنشائية التي يكتبها موهوبون أسديون، متكئين على محسّنات البلاغة ليأخذ الكلام صبغة القدم والوقار، وليبدو إسلامياً شيعيّ الطابع، متجاهلين أن بوتين ليس مسلماً من الأساس، وربما ليس مسيحياً، كي تؤيده الملائكة في حربه إلى جانب ابن عمه (المؤيَّد هو الآخر بالملائكة) بشار. فتكتب زائرة لصفحةٍ اسمها "نسور الأسد في روسيا الأسد (أبو علي بوتين)" قصيدةً بعنوان "أسد سيبيريا" تقول فيها:

ظهر الحق وانجلى الغبار

بقدوم مقدام غضنفر مغوار

مؤيَّد من قبل الملكوت

مستعين بالسيف العظيم ذو الفقار

رغم أنه أتى من صقيع البلاد

بأنفاس لها لهيب وزئار

اسمه بوتين طالب للحق

ومن يطلب الحق فالحق مدرار

فمن ينصرنا... الله ناصره

فكيف مع آل نمير العظام الشهار

دعاة الحق يدعون له بالنصر

بسيره بركبان ابن الأسد بشار

سيأتيكم يا آل سعود بجيش

لا قبل لكم به، ملائكة من الأرض سهيل وبشار

ولم يكتفِ أتباع الأسد بالشعر في تبجيلهم للرئيس الروسيّ، بل تداول بعضهم معجزاتٍ شاركت فيها حتى الخضار، فكتب أحدهم على صفحته الشخصية على الفيسبوك "ظهور اسم الرئيس .."بوتين".. على الفلفل الأخضر، والعلماء يقولون إن هذه آية من الله تدل على رضائه على الجيش الروسي في سوريا وتبشره بأن الملائكة يحاربون مع الأسد".

bo

ويجاور الهيام الماورائي ببوتين هيامٌ علميٌّ يظهر على شكل معارف متفاخرةٍ بترتيب الجيش الروسيّ بين أقوى ثلاثة جيوشٍ في العالم، ومزايا أسلحته وقدرتها التدميرية الفائقة. ودوماً لا بدّ من صورٍ لقطعٍ ضخمةٍ من هذا السلاح.

وبين الهيامين يتميّز نبيل فياض بمذهبٍ حبٍّ بوتينيٍّ خاصٍّ، يبدأ بالعتب على المحبوب الروسيّ لأنه تأخّر كثيراً في شنّ الحرب، فكاتبنا "ضدّ" هذا التدخل اليوم لأنه تمناه في آذار العام 2011. بل يرفع فياض، وهو "المثقف" المتطرّف في تأييده للأسد ونقمته على المجتمعات الثائرة عليه، في غزليته المنشورة على موقعه الإلكتروني، سقف حبه ليطلب الوحدة مع الروس:

ما أجمل أن تكون سوريا جزءاً لا يتجزّأ من بلاد الصقيع والفودكا والموسيقى الجميلة.

ما أجمل أن تكون سوريا قطعة من كبد روسيا.

ما أجمل لو أن الروس تدخّلوا في سوريا منذ القرن السابع،

حين جاءت خيل الجنوب تبحث عن العسل والخمر ونساء شقراوات!

إنها حربٌ مقدّسة؟؟