«كلنا سوا»
فريق من ذوي الاحتياجات الخاصة يناصرون قضيتهم

من صفحة منظمة سند على الفيسبوك

يتعرض ذوو الإعاقة كل يوم للتمييز ولعوائق تقيّد مشاركتهم في المجتمع على قدم المساواة مع غيرهم. ويُحرمون من حقوقهم في العمل وفي العيش المستقل. ولهذا تشكل فريق المناصرة «كلنا سوا»، التابع لمنظمة «سند» لذوي الاحتياجات الخاصة، للتنويه إلى ضرورة مشاركة هذه الفئة في العمل وتأمين ما يتطلبه ذلك من برامج تدريب وبناء قدرات. «عين المدينة» التقت الفريق في مدينة عنتاب التركية وأخذت هذه الشهادات.

وائل أبو كويت (المدير التنفيذي لـ«سند»):

«سند» منظمة مجتمع مدني غير ربحية مستقلة. تأسست في 2013 بهدف تقديم الخدمات الإنسانية والتنموية لذوي الاحتياجات الخاصة، من قبل شخصيات عاملة ومهتمة بالشأن المدني (رجال أعمال، أطباء، مهندسون، طلبة) تطوعوا لخدمة هذه الفئة التي توسع عددها في ظل المأساة السورية وما يتعرض له المجتمع من ويلات الحرب. بعد أن لامس مؤسسوها وأعضاؤها عن كثب الواقع المؤلم الذي تعيشه شريحة متزايدة من ذوي الاحتياجات الخاصة من حرمان وتهميش ونقص رعاية، وتحولهم إلى مستهلكين بسبب عدم استثمار طاقاتهم.

إيمان عتقي (منسق المشروع):

شكلت «سند» فريقاً من ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة ليناصروا لقضاياهم ويعبّروا عنها بشكل صحيح، وذلك لحث مكونات المجتمع القيادية على المشاركة في دعم وتقوية هذه الفئة، ورفع الوعي المجتمعي بحقوقها في المواطنة الصالحة وواجباتها، والمساهمة في التأثير على المجتمع المحيط بما يضمن حقوقهم المدنية والاجتماعية. وتتخذ «سند» من تطلعات ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن الميثاق الدولي لحقوق الإنسان، ومن اتفاقيات الأشخاص ذوي الإعاقة، بوصلة لعملها.

أحمد حمزة (من الفريق):

قبل ما أنضم لفريق «كلنا سوا» كنت يائس بعد الظروف اللي مرّت على سورية وبسبب الغربة. وكنت فكّر بالمستقبل كتير. بعد الانضمام حسيت رجع لي الأمل، وخصوصي بعد العمل مع أشخاص بنفس وضع الإعاقة -مع اختلاف الدرجات- وبروح الفريق الواحد.

كان دافع المشاركة بالنسبة إلي هو تطابق أهداف المنظمة والفريق مع متطلباتي وأهدافي، اللي هي تأمين حياة كريمة لذوي الاحتياجات الخاصة، والبحث عن فرصة عمل إلهن، وتدريبهن مهنياً مشان نكون أشخاص معتمدين على أنفسنا وفاعلين في المجتمع.

بتمنى نكون مدافعين جيدين عن قضيتنا أمام الرأي العام، ومساهمين بشكل فعال بتأمين فرص عمل لكل المعاقين السوريين في تركيا. فحملتنا ما بتشمل عنتاب فقط، إنما كل مدن تركيا، وحتى في الداخل إن شاء الله. وبتمنى -بعد هالحملات- نكون ساهمنا بتأهيل ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة ليساهموا في المجتمع بشكل أكبر.

أحمد نصرو (من الفريق):

أنا كفيف ومدرّب على لغة بريل، وتخرّجت بالجامعة من قسم اللغة العربية. لكن قبل ما أنضم للفريق كان وضعي سيئ، وكنت أحس بالعزلة وبضياع الحقوق. لكن حالياً الوضع جيد. اكتسبنا مهارات عن آلية المناصرة بعد الانضمام للفريق، الهدف منها مناصرة ذوي الاحتياجات الخاصة ونشر التوعية بحقوقهم.

زكريا مشو (من الفريق):

تصاوبت بشظايا قذيفة دبابة بسنة 2013، أدت لقطع النخاع الشوكي، وصار معي شلل نصفي. مرّيت بظروف كتير صعبة، بما أنو لما تصاوبت كان عمري 18، والحمد لله قدرت أتجاوزها وصرت أطلع وأدخل. شفت أكتر من شخص صرلو أكتر من سنة مو طالع من غرفته بسبب إعاقته، وخجلان من الناس. ومشان هيك حبيت شارك بالمناصرة، وصار عندي دافع حتى طالع هالأشخاص من الحالة اللي هنن فيها، ونحاول نأمنلهن شغل حتى يعتمدو على حالهن وينسو أنهن معاقين. وإن شا الله رح نضل نشتغل ونحاول حتى نوصل لأهدافنا.

رشا رجب (من الفريق):

نتيجة خطأ طبي انصبت بشلل الأطفال. أنك تملك كل الدنيا أو تفقدها بسبب شخص جاهل بعمله هي مصيبة، وأنك تكمل حياتك بنقص عن الباقين هي المصيبة الأكبر!

الحمد لله قدرت أتجاوز شيء من العقدة. بس بعد ما انضميت للفريق صار عندي تجاوز تام لشيء اسمه نقص أو شيء اسمه إعاقة.

أكبر دافع لي هو إنجاز شيء مو بس إلي، إنما للناس اللي متلي. وأهم شيء عم أطمح للوصول إلو مع الفريق هو تأمين حياة كريمة لكل شخص من ذوي الإعاقة، لأن ما بيحس بالوجع إلا يلي مرّ فيه.

رابعة سخيطة (من الفريق):

اسمي رابعة، وكنت الرابعة بين إخوتي. إصابتي كانت في عمر سنة، بشلل أطفال رباعي، لكنه انحسر بالمعالجة إلى شلل في الطرف السفلي الأيمن. أحمد الله أنني التحقت بالمدرسة ثم بالجامعة حتى تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنكليزية. أهتم بالقراءة وأكتب الخاطرة والقصة القصيرة، وقد نشرت مجموعة قصصية بعنوان «قراري».

أضاف الفريق إلى شخصيتي قوة وثباتاً وانطلاقة أشجع. وأتمنى أن يصل صوت فريقنا إلى كل معاق، فينتشل المعتزل فيهم ويدعم المحتاج منهم ليندمج مع المجتمع ويجد عملاً يكفيه للعيش بكرامة.