ممرّضو مركز العلاج الفيزيائيّ في مخيم سليمان شاه يطالبون الحكومة المؤقتة بمساعدتهم

خلال إحدى جلسات المعالجة في المخيم

بمبادرةٍ لتخفيف معاناة جرحى الحرب من النازحين السوريين، أسّست مجموعةٌ من المتطوّعين مركزاً للمعالجة الفيزيائية في مخيم سليمان شاه للنازحين في ولاية أورفا التركية، بمساعدة بعض الجمعيات التي قدمت التجهيزات اللازمة.

واستقبل المركز، منذ تاريخ افتتاحه قبل عامٍ ونصف، أكثر من ألف حالةٍ، كما يقول مديره صدام علاوي، تتراوح درجة الإصابة فيها بين المؤقتة التي تحتاج إلى برنامجٍ علاجيٍّ يتألف من عشرين إلى ثلاثين جلسة، وإصاباتٍ طويلة الأمد أو دائمةٍ مثل أذيات النخاع الشوكيّ التي تسبب الشلل الكامل. ويضيف علاوي أن مبادرتهم بتأسيس المركز بدأت حين لاحظوا معاناة الجرحى والمصابين المحتاجين إلى العلاج الفيزيائيّ مع كلّ جلسةٍ تتطلب منهم السفر إلى مدينة أورفا، حيث مركز المعالجة الوحيد، ثم العودة في اليوم نفسه، وما يرافق ذلك من إجراءات الخروج والدخول إلى المخيم، مما ينهك المريض ويبدّد الاستجابة المرجوّة من العلاج. في حين لا يستغرق الوصول إلى المركز -من أبعد أحياء المخيم- أكثر من ربع ساعة، ولا يدفع المصاب أيّ مقابلٍ ماليٍّ لقاء تلقيه العلاج، إذ يعمل كادر المركز كمتطوّعين رغم ظروفهم المعيشية الصعبة. ويشير علاوي إلى أن سبعةً من زملائه اضطرّوا إلى ترك العمل في المركز نتيجة حاجتهم وحاجة عوائلهم الماسّة إلى موردٍ ماليّ، يمكن أن يتحصّل من أيّ عملٍ آخر.
ويخشى كثيرٌ من الجرحى والمصابين، ممن يعالجون في المركز، من إغلاقه في حال اضطرّ العاملون التسعة المتبقون إلى التوقف عن العمل فيه. ويبدي هؤلاء غضبهم من الحكومة المؤقتة التي تنفق أموالاً طائلةً على موظفيها في مكاتب عنتاب "من دون أية فائدةٍ تذكر" بحسب ما يقول الجرحى، في حين لم تُدخل كادر مركز المعالجة في مخيم سليمان شاه في ملاكها حتى الآن، وهم الأولى من غيرهم لأنهم يقدّمون عملاً حقيقياً بخدمتهم لعشرات المصابين كلّ يوم.