حملة وثّق... كلنا شركاء في حفظ حقوقنا

كثيرة هي الإفرازات الناتجة عن الحرب الدائرة في سوريا منذ أكثر من عامين، انتهاكاتٌ جرت وطالت كل شيء، انتهاكاتٌ يحرص الثوار على توثيقها لمحاسبة مرتكبيها، عبر آليات مختلفة من بينها "حملة وثق".
تحرص الحملة على تشجيع المواطنين على المشاركة في عمليات الرصد والتوثيق، بما يجعلهم شركاء في المطالبة بحقوقهم وحمايتها، كما يساعد هذا على نشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع.
تقوم الحملة على توزيع استماراتٍ مخصّصة لتوثيق مختلف الانتهاكات، وتشمل توثيق القتلى والمعتقلين والمفقودين، وكذلك توثيق حالات الخطف، إضافة إلى توثيق الانتهاكات المرتكبة من قبل جهاتٍ غير رسمية. وهناك نشطاء يساعدون المواطنين على تعبئة هذه الاستمارات. كما تشمل الحملة أيضاً الكتابة على الجدران، وتوزيع المنشورات، وإقامة ندوات يشارك فيها نشطاء حقوقيون.
تحت شعار "وثق اليوم كرمال ولادك بكرا" بدأت الحملة بالتعاون بين مركز توثيق الانتهاكات في سوريا ومركز مواطنة للدراسات والإعلام في الرقة، وانتقلت إلى مدينة الميادين بمحافظة دير الزور، ثم إلى مدينة العشارة كمرحلة ثانية. استمرت الحملة لمدة أسبوعين.
وقد قام الناشطون في مدينة الميادين بتوزيع أكثر من 2000 استمارة على المواطنين وعلى أعضاء المجلس المحلي في المدينة، ونشرها في الشوارع والمكاتب. وتم في البداية تجهيز الجدران بطلائها باللون الأبيض لكي تصلح للكتابة، وبعدها تم رسم 8 لوحات جدارية في أماكن تم اختيارها بعناية، كي تلفت النظر في الأماكن العامة وذات الكثافة السكانية الكبيرة. كذلك تم استعمال ملصقات جدارية ـ جانب المساجد خصوصاً ـ كي تشاهد من قبل عدد كبير من الأشخاص، وتلفت انتباههم وتشجّعهم على توثيق الانتهاكات التي حصلت في مدينتهم.
وثق

يقول السيد رعد الرحبي، منظم الحملة هناك: تمت حملة وثق بالتعاون بين مركز توثيق الانتهاكات في سوريا VDC ومركز التوثيق بمحافظة دير الزور. وإن الهدف الأساسي من الحملة هو دمج ثقافة حقوق الانسان في مجتمعاتنا، والتأكيد على فكرة الحق والعدالة للجميع. وإن التوثيق ليس للمنظمات الدولية، ولا للخارج؛ التوثيق لأجل حفظ حقوق من ضحوا بحياتهم وأرواحهم وأعمارهم وممتلكاتهم. وإن المعلومات التي نقوم بجمعها هي للسوريين جميعاً ولمستقبلهم. عملتُ على تكوين فريقٍ من الناشطين يعمل كمؤسسة صغيرة تقسّم المدينة إلى أحياء، للقيام بالزيارات المباشرة لأهالي الشهداء والمعتقلين، لتسجيل واستكمال المعلومات اللازمة لتوثيقهم بما يتوافق مع المعايير الدولية لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان.
وكذلك يضيف: من المصاعب التي كانت تواجهنا أثناء زيارة أهالي الشهداء أن البعض منهم يكون قد نسي تاريخ ميلاد أو استشهاد ابنه، فنضطر أحياناً إلى العودة إلى دفتر العائلة والأوراق الرسمية لدى العائلة للتأكد من صحة المعلومات. وهذا ما زاد في إصرارنا على متابعة الحملة وتسجيل هذه المعلومات بدقةٍ وحرصٍ شديدين.
التوثيق هو لحفظ ذكرى شهدائنا وكلّ شيء قدموه للبلد، ولنكون كلنا شركاء في حفظ حقوقنا وكرامتنا في وجه النظام المجرم، وأي شخصٍ أو جهةٍ تتشبّه به وبممارساته.