أكثر من سنتين ونصف على تأسيسها.. والعمل مستمر

الرقة | خاص عين المدينة

أكثر من سنتين ونصف على تأسيسها.. والعمل مستمر
تنسيقية الرقة.. من ســــاحة النضال الإلكتــروني إلى ســاحة الحــرية

 

هكذا بدأت تنسيقية الرقة

في 12\3\2011 تأسست تنسيقية الرقة للثورة السورية، وبدأت عملها بشكلٍ سريٍ بالتخطيط للعمل السلمي في المدينة، ليكون الانطلاق الرسمي عبر الفيس بوك في 7\4\2011، وتكون هي البيئة الثورية والجامع النظري لشباب الحراك الثوري. ومن خلالها بدأت التنظيم والتخطيط للمظاهرات، وبثّ الرسائل التوعوية في مدينة ذات تاريخٍ ثقافيٍ حاضرٍ بقوةٍ في الجغرافية السورية عبر التاريخ.
لم يختلف نشاط التنسيقية عن غيرها من تنسيقيات لجان التنسيق المحلية في سورية، من تنظيم المظاهرات، ولعب الدور الإعلامي الأكثر موضوعية. فمع انطلاق الثورة السورية، وبداية الحراك المدني السلمي ضد النظام، تأسس عدد من التنسيقيات والشبكات الشبابية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، كانت مهامها بدايةً إدارة الحراك وتنظيمه وتقديم المعلومات الأساسية

والأخبار حول الأحداث الجارية. ومنذ تأسيسها وحتى الآن تلعب تنسيقية الرقة الدور الأوضح في حثّ الخطا على طريق الثورة في هذه المدينة، وتطوير الحراك بجهود شبابها رويداً رويداً. ولعل الحدث الأبرز والأكثر تميّزاً في مسارها أن تكون أحد الأعضاء المؤسّسين للجان التنسيق المحلية في سوريا، لتتبنى شعار (حرية، كرامة، مواطنة)، وتصبح جزءاً أساسياً من هذه اللجان، وليصبح نشاط الشباب بعد ذلك أكثر تنظيماً، ويبدأ التنسيق بين أعضائها بالنمو بالرغم من الحصار الأمني والتهديد الدائم بالاعتقال والتصفية الجسدية.

 

من العمل السلمي إلى التحرير

عن بذور الثورة في الرقة ومراحل العمل الثوري فيها، بدأ معاذ الهويدي، مدير التنسيقية، كلامه: «قمنا بحركات عديدة في ظل وجود النظام، منها دورة الكفاح
اللاعنفي في نيسان 2012، وشاركنا أيضاً في احتفالية عيد الشهداء 2012. ولم يكن لدينا ما نقدّمه لشهدائنا سوى أن وضعنا الزهور على قبورهم وعاهدناهم على الاستمرار بما بدأناه سويّة».لكن نشاط التنسيقية بلغ ذروته مع تحرير مدينة الرقة بتاريخ 4/3/2013، إذ أصبح مجال العمل السلمي مفتوحاً أمام الشباب مع فسحة الحرية التي تتناسب مع حجم إبداعهم، فقدّموا عدة نشاطات تؤكد على مدنيّتهم... يقول مدير التنسيقية: «أقمنا أسبوعاً ثقافياً تحت عنوان "الربيع الأول بعد الخمسين"، والمقصود به خمسين سنة خريفية مرّت على سوريا.
وهذا هو الربيع الأول الذي تعيشه الرقة خارج حكم الأسد ونظام البعث». كما قام الشباب بتغيير اسم حديقة 7 نيسان، وهو تاريخ ميلاد حزب البعث، إلى 17 نيسان، وهو تاريخ استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي.
وقامت التنسيقية بتنظيم حملات نظافة لشوارع المدينة الرئيسية وإعادة تجميلها من خلال طلائها بألوان علم الثورة وعبارات الحرية وشعاراتها التي انتشرت في كل المظاهرات.وتقول أم حازم، وهي إحدى الناشطات اللواتي عملن منذ بداية الحراك السلمي في المدينة: «كنت أعمل لساعات طويلة في اليوم للتأكد من صحة الأخبار وتوثيقها وإيصالها لغرف السكايب ومكاتب التوثيق ووسائل الإعلام تحت اسمٍ مستعارٍ خوفاً من بطش النظام».
وتكمل: «واجهتنا صعوبات عديدة واجهت كل الناشطين في سوريا، وخاصة الخوف من الاعتقال من قبل قوات الفروع الأمنية في البداية، لذا اعتمد عملنا على السرية المطلقة والحذر حفاظاً على سلامة الناشطين. بالإضافة إلى الصعوبات المادية، نظراً لقلة الدعم الذي نتلقاه، والذي اقتصر بداية على دعم متبرعين حاولوا تغطية تكاليف البث الفضائي والتنقلات.
ومؤخراً بدأت لجان التنسيق المحلية بتقديم دعم تقني ومادي يغطي الاحتياجات الرئيسية... ذهب زمن الخوف، اليوم فتحت التنسيقية أبوابها أمام الجميع لتضم إليها عدداً من الشبان والشابات الذين سيكونون نور سوريا القادمة». يخطّ أعضاء التنسيقية اليوم حكاية الثورة في الرقة، ويكتبون فصول نشاطاتهم المدنيّة فيها بإخلاص وبحماس الشباب الثوري الذي ما انطفأت شعلته منذ بداية الثورة وحتى هذا اليوم..