خراب هائل في سد الفرات.. وفرق الصيانة على وشك إصلاح ثلاث مجموعات توليد

في الأشهر الثلاثة الماضية، بعد أن سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" على مدينة الطبقة وسد الفرات المجاور لها، باشرت الفرق الفنية، المؤلفة من مهندسي وعمال الشركة العامة لسد الفرات، أعمالها لإصلاح الأضرار اللاحقة بمجموعات توليد الكهرباء والتجهيزات الكهربائية والميكانيكية الأخرى.

كشفت التقارير الهندسية عن أضرار فادحة، لخصتها في أربعة جوانب رئيسية هي: انقطاع التغذية الكهربائية بشكل كامل عن التجهيزات والأنظمة الكهربائية، وتوقف مجموعات التوليد عن العمل، وارتفاع منسوب المياه في البحيرة إلى (250.25) م، وتفجير (4) من بوابات المفيض.

بدأت أعمال الكشف والصيانة التمهيدية بتشغيل الرافعة الجسرية المتحركة، بعد تأمين التغذية الكهربائية المطلوبة من سد تشرين لفتح البوابة رقم (6) لزيادة تصريف المياه المارة وخفض منسوبها في البحيرة. كانت المياه تغمر الطوابق السفلية على المناسيب (246- 241- 232) م من جسم السد. تحوي هذه الطوابق وحدات ضواغط الزيت والهواء ومولدات المجموعات، واستعملت فرق الصيانة مضخات غاطسة لسحب المياه. ثم عمل الفريق الفني على تأمين تغذية كهربائية احتياطية لسد الفرات، لحالات الطوارئ عند انقطاع التغذية، من سد تشرين، وصيانة كل من وحدات كتامة البوابات ووحدات ضغط الزيت والهواء المتضررة بغمر المياه.

مجموعات التوليد:

فجّر تنظيم داعش بعبوات ناسفة مولدات التنظيم التحريضي، كما سكب مادة قابلة للاشتعال على خلايا التحكم وأسلاكها وحماياتها ثم حرقها، ما ألحق أضراراً فادحة بتجهيزات ومعدات ثمينة يصعب تأمين قطع الغيار اللازمة لها.

ويظهر الجدول التالي درجة الأضرار التي لحقت بمجموعات التوليد وحالتها الراهنة:

 

المجموعة   

درجة الضرر

الحالة الراهنة

1

طفيفة نسبياً. تركزت في حامل الفحمات وحلقات الانزلاق،
واستعملت قطع غيار من العنفات الأخرى لصيانتها.

جاهزة تقريباً

2

كبيرة. تركزت في تآكل ريش العنفة واحتراق خلايا المراقبة.

خارج الخدمة

3

طفيفة نسبياً. تركزت في حامل الفحمات وحلقات الانزلاق،
واستعملت قطع غيار من العنفات الأخرى لصيانتها.

جاهزة تقريباً

4

أضرار فادحة في التجهيزات الكهربائية وتآكل في ريش العنفة.

خارج الخدمة

5

أضرار فادحة في التجهيزات الكهربائية.

خارج الخدمة

6

أضرار فادحة. تحتاج إلى قطع غيار وخبرات فنية متقدمة غير متوافرة الآن لإكمال أعمال الصيانة.           

خارج الخدمة

7

أضرار متوسطة. قيد الصيانة.

خارج الخدمة

8

أضرار متوسطة. تمت صيانتها باستعمال قطع غيار من عنفات أخرى.

جاهزة تقريباً

 

صالة التحكم ومحطة التحويل:

تقع صالة المراقبة والتحكم عن بعد في الطابق الثالث من المبنى الإداري المطل على نهر الفرات. اخترق صاروخ شباكاً دائرياً (بقطر 5 م) في جدار الصالة، لينفجر داخلها ويحرق جميع تجهيزات ووحدات المراقبة والتحكم عن بعد. ولا يمكن صيانة هذه التجهيزات. كما دمرت غارة جوية لطيران التحالف مركز توزيع (20 ك. ف)، وأصابت أعمال حربية أخرى محولات الاستطاعة ووحدات التأريض، ما أخرج محطة تحويل الطاقة الكهربائية المتولدة في عنفات السد عن الخدمة. ولذلك لن تدخل الطاقة المنتجة من السد مرحلة الاستثمار، بعد استكمال صيانة مجموعات التوليد الثلاث، ما لم تنتهي أعمال الصيانة في محطة التحويل.

يبدي الفريق الفني العامل في السد تفاؤلاً حذراً بسير أعمال الصيانة في هذه المرحلة، نظراً للعوائق الكبرى التي تعترضها، متمثلة في الافتقار إلى قطع الغيار التي يمكن فقط لشركات عالمية مختصة بالطاقة الكهرمائية تصنيعها، وضرورة إعادة بناء بعض الوحدات الأساسية من جديد، مثل صالة المراقبة والتحكم عن بعد ومحطة تحويل الطاقة.

معلومات:

يضم السد 8 مجموعات توليد كهرمائية تبلغ الاستطاعة الاسمية لكل منها (110) ميغا واط/سا، لتكون الاستطاعة الاسمية الكلية (880) ميغا واط/سا. تكفي عنفتان من السد، في حال استثمار الطاقة المتولدة عنهما وصيانة منظومة النقل والتوزيع المتصلة بهما، لتأمين معظم احتياجات محافظة الرقة.