الأسد محاصراً ومعزولاً ومفلساً وراء الخط الأصفر

بشار الأسد في مطار حميميم خلف الخط الأصفر

خلف الخط الأصفر، أو وحيداً في اجتماع لا وجود لممثل دبلوماسي عن الدولة المضيفة فيه. هذا ما يحصل عليه بشار الأسد من حلفائه وحماته في روسيا وإيران.

يسرّب الروس صورته ذليلاً، يقف بين مرافقي بوتين على أرض سورية وفي مطار كان يحمل اسم شقيقه القتيل، فيرد الإيرانيون باستدعائه وحده، ثم يتلاعبون بصورته ويقزّمون حجمه ليصير خامنئي أطول منه وهما يحتضنان بعضهما، ولا تضاهي سعادته البادية إلا فرحة شبيح رخيص نال رضا "المعلم".

محاصر حتى فقد قدرته على اجترار الاقتصاد الوهمي بطوفان عملة مطبوعة بلا دعم، تبخّرت دعاية انتصاره وإعادة إعمار أصنام والده السفاح، وتحولت نشوة سحق مدن وقرى سوريا إلى لهاث وراء تدوينات متذمرة لشبيحته وهم يطاردون إسطوانات الغاز وسويعات الكهرباء المتناقصة وعودة الليرة إلى منحنى الهبوط.
معزول حتى عن استقبال دبلوماسي يناله أي رئيس في أي مكان، يقاد إلى حميميم ليقف خلف حدوده الصفراء مصفقاً لبوتين، أو إلى طهران ليبلغه قاسم سليماني بما يجب أن يفعل في إدلب وحماة وديرالزور.

يترنح "الانتصار" الملفّق تحت وطأة تبدد وعود إعادة الإعمار الخلبية، وفرملة ما كان سيبدو انفتاحاً عربياً على نظامه على وقع "بلوك" أمريكي – أوروبي؛ يعيده إلى وضعه الأول كصفقة خاسرة تورط بها الروس، ولا يعرفون كيف سيتم تصريف بضاعة فاسدة لا تشتريها إلا إيران التي لا تصلح كزبون تهدد إسرائيل بضربه دون توقف. فتتسرب أوراق جس نبض روسية عن تصعيد نسخة كاريكاتورية لضابط قتيل إلى قيادة الجيش ليكون "النمر المتناسخ" تهديداً جديداً لآل الأسد وحلم الشقيق الأصغر ماهر في وراثة عرش الشبيحة الدامي.

يتهاوى مشروع "الانتصار الإلهي" في سوريا والذي احتفى به الإرهابي حسن نصر الله مبكراً، لأن الاسد قتل الدولة والمجتمع والاقتصاد وقتل معها فرص نجاته المستحيلة أصلاً.

قد يطول أمد غطاء الوهم أو يقصر، وربما يظل لفترة ما واجهة استخدام  لهوس بوتين في استعادة إمبراطورية روسيا موقعها، أو لهوس طائفي إيراني يسري الآن في جسد دمشق، لكنه في نهاية أمره ليس نتيجة مقنعة يمكن دفع أي ثمن مقابلها... ليس الأسد ثمناً لأي انتصار ولا هو ثمن لأي هزيمة