"جيش الثوّار".. عدوٌّ آخر يُكشّر عن أنيابه في وجه حلب... وثوّارها يبدؤون حربهم عليه

يبدو أن الحرب المُؤجلة بين ثوّار حلب وقوّات حزب الاتحاد الديمقراطيّ PYD بدأت فعلاً. وعلى الرغم من جميع المبادرات والهدن التي عُقدت منذ بداية العام الجاري إلا أن تلك الميليشيات لا زالت تُصرُّ على المضيّ في مشروعها الانفصاليّ والاستئثار بحكم المناطق الكردية التي تسيطر عليها وسلخها عن الثورة. بل إنها بدأت مؤخراً بمحاولة التمدّد نحو مناطق جديدةٍ تقع تحت سيطرة الثوّار.

بعد يومٍ فقط من تصريح رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، صالح مسلم، لإحدى الإذاعات الروسية، بأن مدينة اعزاز في ريف حلب الشماليّ جزءٌ من كردستان سوريا، حاولت مجموعةٌ مسلحةٌ تابعة لـ"جيش الثوار"، الذي يضمّ عدّة فصائل أبرزها ميليشيا PYD وبقايا من "جبهة ثوار سوريا" بقيادة جمال معروف و"حركة حزم"، بقطع طريق اعزاز الدوليّ عصر الاثنين 23/11/2015، وفتحت نيران رشاشاتها على سيارات المارّة، مما أدّى إلى إصابة شخصٍ بجروحٍ خطيرة.

بعد ذلك قامت مجموعاتٌ تابعةٌ لـ"غرفة عمليات مارع"، التي تضمّ عدّة فصائل من الجيش السوريّ الحرّ، بالهجوم على المجموعة التي قطعت الطريق واشتبكت معها وأجبرتها على الانسحاب إلى مواقعها في بلدة كشتعار القريبة من مدينة اعزاز، إلا أن هذه المجموعة سارعت إلى نشر بيانٍ عبر الصفحة الرسمية لـ"جيش الثوار" على موقع التواصل فيسبوك اتهمت خلاله "جبهة النصرة" بالاعتداء عليها.

عمليات مارع تردّ وتتوعد

بدورها أصدرت "غرفة عمليات مارع" في اليوم التالي بياناً بخصوص اعتداء المجموعة التابعة لـ"جيش الثوار" -دون تسميته- أمهلت خلاله الكتائب التي قالت إنها "ضلت طريقها"، حسبما جاء في البيان، مدة 48 ساعةً لإخلاء القرى التي سيطرت عليها، وهي (مريمين، آناب، شواغرة، تنب، كشتعار، مراش، قنبرية) في ريف حلب الشماليّ.

ونفى النقيب أبو البراء، قائد القوة المركزية في "غرفة عمليات مارع"، في تصريحٍ خاصٍّ لـ"عين المدينة" أيّ مشاركةٍ لجبهة النصرة في الهجوم، مؤكداً أن من تعامل مع الوضع هم الثوّار التابعون للجيش السوريّ الحرّ. وتابع قائلاً: "لن نسكت أكثر عن التجاوزات التي قامت بها تلك الفصائل. إنهم يستغلون انشغالنا بقتال داعش من جهة، ونظام الأسد وميليشياته الطائفية من جهةٍ أخرى، ويقومون بتنفيذ عمليات خطفٍ واعتداءاتٍ ضدّ المدنيين والعسكريين. إلا أن صبرنا نفد".

وبعد انقضاء المهلة شنّت الفصائل التابعة لـ"غرفة عمليات مارع"، وفصائل أخرى من الجيش السوريّ الحرّ، عدّة هجماتٍ على مواقع "جيش الثوار" في ريف حلب الشماليّ، تمكنوا خلالها من طرده من عدّة قرىً وبلداتٍ في محيط مدينة اعزاز، بعد معارك عنيفةٍ انتهت بسيطرة "عمليات مارع" على بلدات كشتعار ومريمين وتنب، فيما تتواصل الاشتباكات بين الطرفين بين الحين والآخر.

والمدنيون ضحايا

وفي ذات السياق أعلن "لواء أحرار سوريا" حيّ الشيخ مقصود بحلب، الذي تقطنه أكثريةٌ كرديةٌ وتسيطر عليه قوّات PYD، منطقةً عسكرية. وقال إنه استهدف مواقع الميليشيات الكردية فيه بعشرات الصواريخ والقذائف محلية الصنع، بعد أن طلب من المدنيين داخل الحيّ الخروج منه خلال 24 ساعة، عبر بيانٍ نشره على صفحته على موقع الفايسبوك. بينما تداول ناشطون على الموقع نفسه صوراً لجرحى مدنيين أصيبوا بالقذائف التي استهدفت الحيّ الذي أصدر أهاليه ووجهاؤه، بتاريخ 29/11/2015، بياناً مصوّراً أعربوا فيه عن غضبهم واستنكارهم للاعتداءات، واتهموا من وصفوهم بـ"فصائل الغدر والقتل والعمالة" بارتكاب مجزرةٍ مروّعةٍ بحقّ المدنيين.

واتهم البيان فصائل جبهة النصرة وأحرار الشام ولواء أحرار سوريا بـ"استخدام دماء الشعب السوري هدفاً وغايةً لتحقيق أهداف مُشغليها"، معتبراً ذلك دليلاً لا يقبل الشك على تبعيتهم لـ"سيدهم العثماني" أردوغان، محمّلاً جميع الفصائل العسكرية المسؤولية.

ومن طرفٍ آخر اتهم إعلاميون قوّات الـPYD بارتكاب مجزرةٍ بحق المدنيين في بلدة مريمين بريف حلب الشماليّ. ونشروا أسماء 13 شخصاً، بينهم أطفال وامرأة، قال الناشطون إنهم أُعدِموا ميدانياً على يد هذه القوّات التي دخلت البلدة يوم الأحد 29/11/2015 بهدف فكّ حصار "غرفة عمليات مارع" لعناصر من "جيش الثوار". وتداولت الصفحات الإعلامية الحلبية تسجيلاً مصوّراً لشقيق أحد الضحايا أكّد أن عناصر PKK اعتقلوا أخاه وأبناءه الخمسة وآخرين من القرية واقتادوهم إلى منطقة كفر جنّة قرب مدينة عفرين حيث تمّ إعدامهم بعد توجيه تهمة "خلايا نائمة لداعش" لهم، مؤكّداً أن جميع من قتلوا مدنيون.