معارك كرٍّ وفرٍّ في حلب ودرعا... والأكراد يتقدّمون في الشمال

مقاتلون أكراد قرب عين العرب / كوباني - وكالة AFP

من غيــر المستغرب أن تبثّ وسائل إعلام النظام الأسديّ، وفي مقدّمتها الـتلفزيون الرسمـــيّ ووكالة سانا، خبر سيطرة القوّات الأسدية على مناطق من ريف حلب الشماليّ أكثر من مرّة، دون أن يبدو لخبر خروج هذه القوّات من تلك المناطق أيّ حضور على نشراتها. وما يبرّر تكرار أخبار سيطرة النظام على المناطق ذاتها هو معارك الكرّ والفرّ، والعمليات العسكرية السريعة، وطبيعة الاشتباكات التي تشهدها هذه المنطقة. ففي واقع الحال على الأرض لم يحقق جيش النظام تقدّماً، بل ما زالت معركة باشكوي، المستمرّة منذ حوالي ثلاثة أسابيع، على حالها، مع تقدّمٍ طفيفٍ لقوّات المعارضة.
تبدو جبهات حلب، خلال الأيام الأخيرة، من أسخن مناطق الاشتباك في سوريا، خاصّةً مع تعزيزاتٍ استقدمها النظام لمنع وصول فصائل المعارضة إلى منطقتي نبّل والزهراء، ولقطع طرق الإمداد عن المدينة، وهو ما لم يحسم بعد. كما أن تقدّم النظام باتجاه حندرات، التي يحاول منذ أشهرٍ السيطرة عليها، لم يجدِ نفعاً حتى الآن.
وربما كان تكـــرار خبر الســــيطرة على المنطقة بشكل شبه يوميٍّ على قنوات إعلام النظام دليلاً هاماً على انعدام الحسم في المنطقة. ليكون المؤكّد فقط من إنجازات الأسد الهجمات الجوية لطائراته على قرى وبلدات مارع وتل رفعت ودير حافر وعندان ورتيان والملاح.

تقدّم الوحدات الكردية في الشمال

تقدّمت "وحدات حماية الشعب الكردية" ypg، في عدّة مناطق من ريف محافظة الحسكة، وبخاصة في محيط قرية تل تمر، فيما انسحبت مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" جنوباً. كمـــا تقدّمت القـــــوّات الكردية أيضاً في محيط بلدة رأس العين، وفي ريف حلب الشرقيّ بالقرب من جسر قره قوزاق، الذي دمّر التنظيم أجزاءً منه بعد انسحابه.
وترافقت العمليات التي تنفذها القوى الكردية ضد تنظيم الدولة بغاراتٍ نفذها طيران التحالف الدوليّ أدّت إلى قطع طرقٍ كان التنظيم يستخدمها لنقل العتاد والمقاتلين والبضائع بين العراق وسوريا، وهو ما وصفه التحالف بالعملية النوعية التي تكبّد التنظيم إثرها خسارةً كبرى.
وشهدت معظم المناطق التي تجري فيها الاشتباكات بين القوّات الكردية وتنظيم الدولة حركة نزوحٍ كبيرةً نحو الأراضي التركية، أو باتجاه مناطق أكثر أمناً شمال الحسكة وحلب.

اللاذقية.. معارك مستمرّة

بعد تقدّمٍ أحرزته الفصائل المنتمية بغالبيتها إلى الجيش السوريّ الحرّ ، مع بعض الفصائل الإسلامية، في ريف اللاذقية الشماليّ؛ استعادت قوّات النظام جزءاً من منطقة دورين، التي كانت قوّات المعارضة تتمركز فيها وتوجّه منها نيرانها إلى مواقع تجمعات النظام في التلال المحيطة، وفي المراصد وقمة النبي يونس، وصولاً إلى قرىً قريبةٍ من المدينة.
وقد تقدّمت قوّات النظام بعد معارك عنيفةٍ، استخدمت فيها غالبية أنواع الأسلحة، وأدّت إلى مقتل العشرات من الطرفين. فيما تزامن ذلك مع مقتل محمد توفيق الأسد الملقب بـ"شيخ الجبل"، مؤسّس ظاهرة الشبيحة منذ ثمانينات القرن الماضي، والذي نفت مختلف فصائل المعارضة مشاركته في معارك دورين، بينما أكد ناشطون من مدينة اللاذقية مقتله في اشتباكٍ مع أحد أقاربه.
ولم تمنع سيطرة النظام على جزءٍ من منطقة دورين الفصائل المعارضة من الاستمرار في قصف قمة النبي يونس، والتقدّم نحوها، حيث تتركز المعارك حالياً هناك.

معارك متقطّعةٌ في درعا

على الرغم من التجهيزات بالعدة والعتاد الحربيّ، التي أعدّتها الميليشيات الإيرانية بمساندةٍ من ميليشيا حزب الله اللبنانيّ وفصائل من جيش النظام في محافظة درعا؛ إلا أنه لم يتمّ تسجيل تقدّمٍ يُذكر في الريف الشماليّ للمحافظة خلال الأيام الماضية، في ظلّ ضرباتٍ متتاليةٍ وجّهتها فصائل المعارضة المتمركزة في المنطقة للفصائل الموالية. إذ يتمّ بشكلٍ شبه يوميٍّ تسريب أسماء قياديين إيرانيين ولبنانيين قتلوا في الاشتباكات، لم يكن آخرهم العميد في الحرس الثوريّ الإيرانيّ محمد صاحب كرم أردكاني.