ماذا يفعل شبّيحة الأسد بين اللاجئين السوريين في أوروبا؟!

يواصل ناشطون سوريون مطاردة عناصر من شبّيحة الأسد، وآخرين ينتمون إلى ميليشيا حزب الله اللبنانيّ، تسرّبوا بين اللاجئين السوريين إلى دول أوروبيةٍ وهم متورّطون بجرائم حربٍ وإبادةٍ أثناء حملة الأسد الوحشية لقمع الثورة التي انتفضت ضد حكمه منذ آذار 2011.

5

فقد أنشأ اللاجئ السوريّ أبو رائد (42 عاماً)، المقيم في السويد، صفحةً على موقع التواصل الاجتماعيّ فيسبوك للكشف عن لاجئين ينتمون إلى ميليشياتٍ طائفيةٍ قاتلت إلى جانب الأسد وقتلت السوريين، لكن إدارة فيسبوك أغلقت الصفحة. يقول أبو رائد: "إنهم ينتحلون صفة لاجئٍ سوريٍّ ويطالبون السلطات السويدية بحمايتهم. هذا غير معقول! أنا وبعض أصدقائي تعرّفنا على عدّة أشخاصٍ من وجوههم، كانوا يشاركون في قمع المظاهرات في حيّ القابون وبرزة بدمشق، وللأسف فقد حصلوا على لجوءٍ إنسانيٍّ. هم يدّعون أنهم هاربون من داعش، وينكرون أنهم حملوا السلاح وقمعوا المتظاهرين. حاولتُ فضح جرائمهم لكن الصفحة أغلقت لأنها لا تحمل صفةً قانونية".

صفحةٌ أخرى أنشأها ناشطون منذ أشهرٍ تهدف إلى "محاكمة هؤلاء المتورّطين بأعمال قتلٍ في سوريا وتقديمهم إلى العدالة"، تحت اسم: "رصد ومتابعة المجرمين في أوربا"، ولكنها وقعت أيضاً ضحية الإغلاق بعد نشرها عشرات الصور لأشخاصٍ وصلوا إلى أوروبا وطلبوا اللجوء، وبعضهم يظهرون في صورٍ وهم يحملون السلاح في سوريا ويرتدون ملابس عسكريةً عليها شاراتٌ طائفيةٌ صفراء يضعها مقاتلو ميليشيا حزب الله اللبنانيّ. يقول مدير الصفحة لـ"عين المدينة" إن معارف للمتهمين أنفسهم يرسلون صور إدانتهم في سوريا وصوراً أخرى لهم بعد وصولهم إلى أوربا. ويضيف بأنهم في صفحة "رصد ومتابعة المجرمين في أوربا" يعملون بشكلٍ مستقل، لكن بعض الصفحات "تشارك منشوراتنا، كصفحة الإعلاميّ السوريّ فيصل القاسم وشبكة الثورة السورية. وبشكلٍ عامٍّ لا يوجد تفاعلٌ بين صفحتنا وبين مؤسّساتٍ إعلامية، ولكن بعض الصحفيين اﻷجانب يقومون بالتساؤل عن عملنا ويهتمون به".

وتثير تلك الصفحات جدلاً في الأوساط القانونية، إذ يشير حقوقيون إلى أنه يصعب التأكد من المعلومات التي تنشرها، وثمة مخاوف من ذكر أسماء أشخاصٍ أبرياء لدوافع شخصيةٍ بهدف توريطهم والتشهير بهم.

ويتحدث لاجئون سوريون عبر الفيسبوك عن استفزازاتٍ يقوم بها هؤلاء الشبّيحة بعد أن يتمكنوا من الحصول على اللجوء. يقول عبد الله، ج (لاجئٌ سوريٌّ في فرنسا): "كثيرٌ منهم يتجاوزون خطر (مقابلة اللجوء) ويحصلون على الإقامة المؤقتة، وبعد ذلك يظهرون عبر وسائل إعلامٍ فرنسيةٍ ليدّعوا أنهم ضحايا تنظيم داعش وليس نظام الأسد.. إنهم كاذبون وقحون. ومن بينهم مجرمون حملوا السلاح وصوّبوه ضد الأبرياء وشاركوا بحملات سلبٍ ونهب، واشتغل بعضهم في حواجز النظام العسكرية التي حاصرت أحياء حمص القديمة وحيّ الوعر".

ويعترف المكتب الفرنسيّ للاجئين بصعوبة التأكد من تورّط بعض اللاجئين بجرائم حربٍ دون أدلةٍ دامغةٍ أو اعترافٍ منهم، ولكن المقابلات التي يجريها المكتب تهدف إلى كشف وجود مثل هذه الحالات، رغم العدد الكبير من الهويات المزورة. وهناك بندٌ واضحٌ يؤكد رفض منح اللجوء لأيّ شخصٍ يتحمل مسؤولية انتهاك أحد بنود معاهدة جنيف.

وكانت قناة RTL الألمانية بثت تقريراً عن عناصر من أجهزة أمن النظام السوريّ تقدموا بطلبات لجوءٍ في ألمانيا، وقد ثبت تورّطهم بتعذيب المعتقلين في السجون السورية. وأوضح التقرير أن هؤلاء يقيمون داخل مراكز إيواء اللاجئين "دون ملاحقةٍ قانونية".

ونشرت مجلة الأخبار الأمريكية "تابلت"، في شباط الماضي، تقريراً يؤكّد وجود مجرمي حربٍ من قوّات بشار الأسد والميليشيات المساندة له في الدول الأوروبية طلباً للجوء. وقالت المجلة إن "الخطر الذي يهدّد أوروبا ليس داعش بل شبّيحة الأسد". ويذكر كاتب التقرير "بن دافيس" أسماء عددٍ من العسكريين الموجودين الآن في أوروبا بهدف اللجوء، ومن بينهم الحارس الشخصيّ لبشار الأسد ويدعى "علال الخليل"، بالإضافة إلى محمد كنعان الذي ظهر مع الأسد أثناء زيارة الأخير لمقرّ قوّاته القريب من جوبر العام الماضي.

وقال "دافيس" إن ما يقلق هو "استفادة ما يصل إلى 1000 من المقاتلين الموالين للأسد، المتورّطين في جرائم حرب، من عروض اللجوء السخية". ويوضح أن "هؤلاء الشبّيحة الذين صادفتهم في أوروبا كانوا قد عيّنوا من قبل ماهر الأسد، شقيق بشار، لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في عام 2011".

وكان مفتي النظام السوريّ أحمد حسّون قد هدّد أوروبا وأمريكا بعملياتٍ انتحاريةٍ، وقال: "أقولها لكل أوروبا.. وأقولها لأمريكا.. سنعدّ استشهاديين، هم الآن عندكم، إن قصفتم سوريا".