ليس دفاعاً عن النظام، ولكن كلمة الحقّ يجب أن تقال

تتعرّض سورية ونظامها الوطنيّ، المقاوم، الممانع، العلمانيّ، المدنيّ، الما بعد حداثيّ، لمؤامرةٍ قلّ مثيلها في أي عصرٍ من العصور، بما فيها المؤامرة التي نسج خيوطها كاسيوس مطيحاً بيوليوس قيصر. ولأنني لا أخشى في الحق لومة لائم، حتى وإن خسرت أصدقائي المغرضين ذوي العيون الضيقة؛ سأقول الصدق حتى ولو قطعت رقبتي بسكاكين الإرهابيين.

نحن قومٌ منّ الله علينا بآل الأسد ليخرجونا من الظلمات إلى النور، ومن فساد الأخلاق الجاهلية إلى نعيم الأخلاق الاشتراكية، ومن الفتن والنعرات الطائفية والعنصرية إلى مجتمع الوحدة الوطنية والتراصِّ صفاً واحداً خلف القائد الرمز، هذا التراصّ الذي أشرفت عليه أجهزة المخابرات بشكلٍ مباشر، ولم تترك إنجازه لحدّادين كسالى لا يتقنون فنّ اللّحام.
يقول الكاسيوسيّون إن النظام الأسديّ نظام طائفيٌّ وعنصري، وهو فوق ذلك نظامٌ قمعيٌّ لا ديمقراطي، فنجيب قائلين إننا أمام نظام علماني لا مثيل له، شعاره "الدين لله والوطن لآل الأسد" لأن الشعب الساذج لا يؤتمن على الوطن. ثم ما حاجتنا لديمقراطيةٍ تفتح باب النزاعات والتحزّبات والفوضى؟ التي لولا حكمة القائد لكانت قد التهمت حاضرنا وأدخلتنا في حربٍ أهليةٍ لا نهاية لها. ثمّ ألا يحظى قائدنا الرمز بإجماع أكثر من 99% من الشعب، ونسبة الذين يذهبون إلى صناديق الاستفتاء في بلدنا تزيد على 90%، أما الذين لا يذهبون فليس إهمالاً لواجبهم الوطني وإنما لأنهم يرون أنه من المعيب التصويت على بديهيةٍ من بديهيات الكون.
ينقّ "هدول اللي بدهن حرية" ويتذمرون مردّدين إن النظام يكمّ الأفواه. شو هالافتراء؟! تعلمون جيداً أنه وقت صلاة الجمعة يمكن لأيّ مواطنٍ في بلد الحرية الذهاب إلى المسجد أو إلى الخمارة، وبإمكان أيّ كاتبٍ من "كتبتنا" عفواً "كتابنا" أن يكون مع الحداثة أو مع التقليد، لا فرق بين هذا وذاك إلا بقدر اكتشاف المزيد من بئر عبقرية قائدنا المُلَهم والمُلِهم. يستطيع أبو حمدو أن يرتدي الشروال البلدي ويرقص العربية، كما يستطيع شابٌّ أن يرتدي ما يشاء ويرقص رقصةً للفنان كيغام. لكن إن تطاول أحدٌ وحاول أن "يتفهمن" بالسياسة فطبيعيٌّ أن يخضع للاستجواب، لأن هذا الحقل مليءٌ بالأسرار القدسية التي لا يجوز لأي سفيهٍ أن يدسّ أنفه فيها. إنها من اختصاص الكاهن الأكبر وحساسينه (جمع حسون).
يشتكي متغرّبو الحداثة أن هذا النظام بعيدٌ عن التحضّر. هذا تزييفٌ يا سادة، فنظامنا سوبر حداثيّ. ألم تصل الكهرباء، ليس فقط إلى بيوتنا في الريف والمدينة، وإنما إلى أقفية قسمٍ من الشعب السوريّ يزداد يوماً بعد يوم، وهذا إنجازٌ لم يحققه أيّ بلدٍ آخر قبلنا. ثم ألم نحسم الجدل الدائر في البلدان الأخرى حول قضية الموت الرحيم؟ سلاحنا الكيميائيّ قام بهذه المهمة على أكمل وجه! أما بخصوص ضبط النسل فلم يبدأ نظامنا به فقط، وإنما وضع خطةً لإعادة عدد سكان سوريا إلى ما كان عليه قبل خمسين عاماً. الحولة ، القصير، داريّا، مساكن هنانو؛ حقول تجارب ناجحة تماماً.
يتباكى كبارنا في السن على القيم والأخلاق الأصيلة التي ضاعت في زحام الأزمنة الحديثة. نذكر هؤلاء أن الأسد قد خصّنا بأخلاق الضباع، لأنه لا يجوز أن نتساوى معه (منشان ما تضيع الطاسة) وخصّ نفسه بأخلاق الأسود التي تأكل اللحم مع العظم.
يقول متآمرون إن النظام الأسدي باع الجولان، لكنّنا نوضح لضيِّقي الأفق أنّ الجولان قد وضع كوديعةٍ مؤقتةٍ لدى الإسرائيليين، لأن جيشنا الباسل مشغولٌ بمحاربة الإرهابيين، التي هي مصلحةٌ عالمية. وقد يضطر لأن يُودِع القلمون أمانةً لدى حزب الله وإيران، وقسماً من شرق سورية لدى عراق المالكي. وما إن ينتهي من حربه مع الإرهاب إلاّ وتكون الودائع قد أعيدت.
ونذكرهم أن الأسد حلّ ضيفاً على لبنان برفقة جيشٍ عرمرم، ولم تنته الزيارة إلا في عهد الشبل، الذي لم يخرج بسبب صدور قرارٍ من مجلس الأمن بذلك، كما يحاول كاسيوس أن يدسّ، بل لأنو "ما راد يتقّل دم". أضف إلى ذلك أن الشبل قرر ردّ الجميل واستقبال أشاوسة حزب الله في ربوع سوريا حتى إشعارٍ آخر، ومعهم من معهم من القواويق.