فنانون تشكيليون من دير الزور يحتفلون باحتلالها

جمعة نزهان - غسان عكل - فادي الفرج

ثلاثة عشر رساماً ورسامة واحدة من محافظة دير الزور احتفلوا الشهر الماضي ب«إنجازات» قوات النظام في المحافظة، بإقامة معرض جماعي في دمشق تحت عنوان (دير الزور تنتصر) لتكون لوحاتهم «سلاحهم الذي يحاربون به الفكر التكفيري والظلامي وينزعون دنسه عن المحافظة» حسب ما قالت وكالة أنباء النظام (سانا) في تغطيتها لخبر المعرض.

في الوقت الذي كانت فيه طائرات النظام وصواريخه تحرق أبناء دير الزور، وتجعل من بنيانها أثرا بعد عين، كان كل من: جمعة نزهان، غسان عكل، فادي الفرج، هشام الغدو، عيد نزهان، أحمد ناصيف، محمد عارف رمضان، نزهان عبد المجيد، أنور الرحبي، نوفل أكرم العلي، رضا الخطاط، رامي جراد، وصفاء فتيح، يحتفلون على أن تلك المذابح نصراً.. ولدير الزور.  

يقول غسان عكل «المعرض جاء متزامنا مع انتصارات جيشنا العظيم وبطولاته في تحرير مدينة دير الزور»، ويؤكد -حسب سانا- أن فنانيها «يقفون صفاً واحداً مع رجال الجيش العربي السوري في نضالهم لتطهير كل شبر من أرض سورية من دنس الإرهاب»، وعدّ فادي الفرج المعرض «مشاركة لأهلنا بأفراح النصر» وبأنه يبعث رسالة «للعالم وللإرهاب وداعميه بأن سورية منتصرة مهما فعلوا، فالحق سينتصر والباطل إلى زوال». قبل أشهر قدم جمعة نزهان لوحة سماها (العروس) قاصداً أن تكون «بشرى نصر، وقد كان الجيش قاب قوسين من دير الزور، واليوم قد تحققت البشرى... واليوم تحررنا نحن فناني دير الزور» وهذا المعرض «رسالة شكر إلى قيادتنا وجيشنا الباسل». 

للنزهان موهبة أخرى غير الرسم هي التقاط مفاتيح التقرب النافعة من رجال النظام، وتطوير هذه الموهبة  حسب تغير هذه المفاتيح من حين إلى آخر، ففاق بذلك أخاه الأكبر عيد، نقيب فناني دير الزور، وفاق أنور الرحبي، أمين سر النقابة المركزية، بهذا التقرب، إلى حد افتتحت فيه بثينة شعبان مستشارة بشار الأسد، ووزير ثقافته محمد الأحمد، معرضاً له –مع اثنين آخرين-  شتاء هذا العام. حينها صنفته المستشارة  ضمن الفنانين المتفائلين الذين يؤمنون بالمستقبل، وفسر الوزير اللون الأسود في لوحاته بالظروف الصعبة التي عمل بها النزهان، الأشطر بين جميع فناني دير الزور بالبيع والشراء في حكاية داعش، التي «لاحقته بالاسم» وكانت تطلب رأسه -حسب ما زعم في دمشق- في سياق حربها وتكفيرها الفن والفنانين.

بالمقارنة مع النزهان والعكل والفرج، كان هشام الغدو أقل حظاً وإثارة لاهتمام زوار المعرض، وكتبة التغطيات الصحفية ل(دير الزور تنتصر)، ولم يتذكر أحد تاريخه (النضالي) كصانع تمثال «الباسل على حصانه» في ساحة رئيسية في مدينة دير الزور، في العام 1997. ذاك التمثال الذي تحطم تحت ضربات المتظاهرين في نيسان 2011، ولم يتمكن وقتها حتى من رثائه. ويتطلع اليوم بلا شك لنحته ثانية، وإعادته مرة أخرى إلى مكانه السابق.

من المفترض أن تكون حاسة البصر أشد حواس التشكيليين رهافة، غير أنها لم تكن كذلك لدى فناني (دير الزور تنتصر)