«مجموعة الأصدقاء» ذراع جديد للحرس الثوري في دير الزور

في مدينة دير الزور وقريباً من مدخل الطريق القادم من دمشق، يقع حي "فيلات البلدية"، وفيه تتوزع مكاتب عدة ميليشيات أسسها الحرس الثوري الإيراني؛ آخرها كان ميليشيا تتخذ منذ ظهورها في شهر نيسان الماضي وحتى الآن اسم "مجموعة الأصدقاء"

منذ مطلع العام الجاري، كثفت إيران أنشطتها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المحافظة، كان أشهرها افتتاح المركز الثقافي الإيراني، وإقامة احتفالات لمناسبات دينية يجلّها معتنقو المذهب الشيعي. لاقت هذه الأنشطة استجابات متفاوتة من السكان، غير أن نشاط آخر يتمثل بتأسيس "مجموعة الأصدقاء" يلاقي استجابة أوسع، حيث يعد الانتساب إليها وسيلة مضمونة للإفلات من الخدمة الإجبارية وخدمة الاحتياط في قوات النظام، ويعد وظيفة تنقذ المنتسب من حالة البطالة والعوز في ظروف اقتصادية ومعيشية متردية.

ليس من السهل تحديد الهدف الذي دفع الحرس الثوري الإيراني لتشكيل "مجموعة الأصدقاء"، إلى جانب ميليشيات أخرى تابعة له، لكن علاقة عناصر الميليشيا المباشرة ب"حجاج الحرس" تدفع للاعتقاد أن الأخيرين يحاولون جعلها القوة التنفيذية المباشرة التي يضبطون من خلالها باقي الميليشيات و"المجموعات المحلية ومراكز التجنيد" التابعة للحرس (إمام رضا، الباقر، البشير، مركز المريعية وأبو العباس، أبو كمال). خاصة أن قادة الحرس الثوري في دير الزور بدأوا بإلزام عناصر الميليشيات بدورات "ثقافية" كل يوم سبت، منذ نهاية شهر أيلول الماضي، عبر "مجموعة الأصدقاء" التي شكلوها.

يقول مصدر مقرب من الميليشيا لعين المدينة، إن (100) شاب من مدينة الميادين التحقوا بالدورة الأخيرة التي افتتحتها "مجموعة الأصدقاء" لضم متطوعين جدد، وهي الدورة الخامسة للمجموعة، إذ تخرجت قبل نحو أسبوعين الدورة الرابعة التي ضمت ما يقارب (60) عنصراً، انتقاهم مندوبو الحرس الثوري بعناية في مقره العسكري بمبنى كلية التربية قرب حي العمال شرقي المدينة. وهو المبنى الذي أعيد تأهيله وترميم بعض أجزائه، وتجهيزه بمطعم وجامع وغرف نوم وغرفة اجتماعات، بحسب متقدمين للتطوع إلى المجموعة، ليتحول إلى ثكنة للحرس تضم مكاتب تجنيد في صفوف الميليشيات التابعة له.

وبحسب المصدر، إن جميع عناصر الميليشيا هم من أبناء محافظة دير الزور، ولم يسبق لغالبيتهم أن انتسبت إلى أي ميليشيات أخرى، ويؤكد أن أول دفعة متطوعين لميليشيا "الأصدقاء" قد تخرجت  في شهر نيسان الماضي، وضمت حينها (30) متطوعاً تقريباً، ليرتفع العدد في الدورة الثانية إلى (40) متطوعاً في شهر أيار الماضي. ودفعت الامتيازات التي يحظى بها المنضمون إلى الميليشيا بمزيد من الشبان الى الإقدام على التطوع فيها، حيث لا يقل الراتب الشهري عن (46) ألف ل.س، ويزيد بحسب مستوى تعليم كل عنصر؛ كذلك كان للمدة القصيرة للدورات التدريبية (أسبوع تقريباً تقام في موقع قريب من اللواء 137 جنوب المدينة) دور في زيادة عدد الراغبين في الانتساب إلى الميليشيا، ومن دون أن تقبل جميع الطلبات، إذ يرفض مكتب التجنيد التابع للحرس الثوري بعضها لأسباب غير واضحة.

يوقع المتقدمون للتطوع في "مجموعة الأصدقاء" عقداً مفتوح المدة، لكن المسؤولين فيها قبل ذلك يمنحون العناصر مهلة شهرين لمراجعة أنفسهم في قرار الانتساب للمجموعة، وفي تلك المهلة يحق للمنتسب الانسحاب دون أي عواقب مترتبة على ذلك؛ أما الذين سيصبحون عناصر فيما بعد، فيتلقون تنبيهات مشددة، عبر مترجم من مدينة القصير، على عدم استعمال سلاحهم تحت أي ظرف، لأن "المعارك لم تبدأ"، ويعاقب المخالفون بالسجن، فمنع الإجازة، فالغرامة، فالتسريح.. بحسب ما ينقل المصدر عن العناصر القدامى.

يراعى في فرز العناصر سنهم ووضعهم العائلي، فيؤدي البعض خدمته في مقر المجموعة في مدينة الدير، بينما ينتشر الباقي في نقاط بمحيط مدينة الميادين؛ أما أولئك المقربون من قائد الميليشيا (عدنان السعود)، فيداومون في معمل البوز (الثلج) الذي افتتحه في مدينة الميادين.

يقود عدنان السعود المعروف ب (أبو العباس) المجموعة منذ بداية تأسيسها وهو في نهاية الثلاثينات من عمره، ولا يعرف الكثير عن سيرته الذاتية سوى أنه كان طالباً جامعياً حين اندلعت الثورة في العام 2011،  وأنه ابن عم الرائد أحمد السعود، أحد مؤسسي ميليشيا "الملثمين" في محافظة الحسكة.